تستضيف دار النمر للفنّ والثقافة أعمال "الكلمة الرمز: فلسطين"، معرض لبعض الأعمال الفنّيّة التي تبرّعت بها مجموعة فنّانين عرب وعالميّين لمؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة. سيتبع افتتاح المعرض مزاد صامت وعلنيّ يوم الجمعة، 2 آذار (مارس)، 2018، يُرصد ريعه لصالح مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة.
إنّ جلب أكثر من سبعين عملًا تبرّع بها فنّانون وجامعو أعمال فنّيّة مرموقون، إنّما يشهد على القوّة المستمرّة للتضامن عابر الحدود مع فلسطين، وما يجعل نماذج كهذه من التضامن الفنّيّ مؤثّرة بصورة خاصّة، أنّها تذكّرنا بقدرة الفنّ على العمل بما يتعدّى آليّة السوق الفّنيّة. وكما يدلّ عنوان المعرض، فإنّ ما يجمع هذه الأعمال الدعم المتوثّب لبقاء واستمرار المؤسّسات الثقافيّة الفلسطينيّة. ولا يدور الحديث هنا عن الدعم الماليّ فقط؛ فدعم فلسطين يعني الانخراط في نضال عالميّ ضد الظلم والاستعمار، ويتضمّن تقوية الشبكات المؤسّساتيّة أيضًا، التي تتيح إمكانيّات التغيير السوسيو-سياسيّ وتطوّر اقتصادات معرفيّة جديدة تسعى لتحدّي نظام الاحتلال المكانيّ. وهنا، يجعل اقتصاد التضامن بقيادة الجماعة الثقافيّة الفلسطينيّة من "الكلمة الرمز: فلسطين"، مناسبة مرموقة يتوجّب الاحتفال بها وأخذها بجدّية، بصقفتها جزءًا من تاريخ الفّن الفلسطينيّ الجماعيّ والمقاوم.
بالإمكان عَدّ هذا الحدث - بحسب المنظّمين للمعرض - فصلًا ثانيًا للمعرض الفنّيّ الدوليّ تضامنًا مع فلسطين، الذي نُظّم في بيروت خلال الحرب، على الرغم من اختلاف السياق عن سنة 1978، حيث كان من المفترض أن يشكّل أكثر من مئتي عمل فنّيّ نواة لمتحف فلسطينيّ في فلسطين، إلّا أنّ انخراط الفنّانين الناشطين يجعل الحدثين على نهج واحد.
ومنذ تأسيس مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة في بيروت سنة 1963، عملت بلا كلل على تثقيف ومخاطبة جماهير جديدة، ووسّعت مكاتبها في رام الله (مؤسّسة دراسات القدس) وفي واشنطن، دي سي، وهي المكاتب التي أوجدت شبكة مؤسّساتيّة تؤدّي دورًا بارزًا في المحافظة على الإنتاج المعرفيّ المتعلّق بفلسطين والاحتفال به. وعليه، بغية تأمين استمرار اقتصاد معرفيّ أخلاقيّ ومقاوم ومعاد للاستعمار، فإنّ بقاء مؤسّسات مثل مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، وغيرها من العاملة في المجال نفسه، أمر يتوجّب احتضانه والدفاع عنه.
تجدون تفاصيل المعرض، والمزا،د وأسعار الأعمال الفنّيّة في الموقع الإلكترونيّ الخاصّ بالمعرض.